آلاف حسين

مراسل آرتا إف إم في الحسكة

النازحون العائدون: العدوان التركي حول رأس العين إلى "مدينة أشباح"

لا تفارق مشاهد مدينة رأس العين/ سري كانيه وحركة سكانها في الأحياء قبل بدء العدوان التركي على المدينة، مخيلة، حميدة قاسم، التي نزحت إلى الحسكة مع زوجها وطفليها جراء القصف التركي في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وبعد مرور أكثر من شهر ونصف على نزوح العائلة، قررت قاسم العودة إلى المدينة لتفقد منزلها وجلب بعض الملابس  والأوراق الرسمية.

وتقول حميدة إنها تفاجأت بالدمار الذي طال ملامح المدينة، ناهيك عن مشقة الطريق، والاضطرار لرشوة عناصر الحواجز الأمنية التابعة للفصائل المدعومة من تركيا لأجل السماح لها بدخول المدينة.

"سرنا في طريق أراه للمرة الأولى، مررنا بالقرب من جبل (عبد العزيز) ثم صوامع (عالية) حتى وصلنا إلى رأس العين، وصادفنا خلال الطريق نحو 15 حاجزاً للأطراف المختلفة، وكل حاجز يطلب رشاوى أو إحضار شيء معين من رأس العين في طريق العودة، وكان السائق مضطراً أن يوافق كي لا تحدث أي عراقيل".

وبعد رحلة دامت لأكثر من ثلاث ساعات، تمكنت حميدة قاسم، من الوصول إلى منزلها، مروراً بالأحياء والمنازل التي طالها الدمار وعمليات السلب والنهب على يد مسلحي الفصائل المدعومة من تركيا.

"مدينة أشباح"، هكذا وصفت حميدة مدينتها، بعد أن عادت من جديد إلى الحسكة في اليوم نفسه بسبب خوفها من المبيت هناك، كما تتحدث لآرتا إف إم.

"وصلنا المدينة ولم نصدق ما نراه، فالشوارع التي كانت تعج بالناس وتضج يالحياة استحالت خراباً، وأصبحت مهجورة، أبواب البيوت مفتوحة ومخلوعة، باختصار كانت أشبه بمدينة أشباح".

وخلال الأيام القليلة الماضية، حاولت بعض العائلات العودة إلى المدينة والاستقرار فيها وقبول واقع الأمر الجديد، نتيجة الصعوبات التي واجهوها في المخيمات أو مراكز الإيواء التي نزحوا إليها.

واتخذت عدلة محمد، نازحة من رأس العين/ سري كانيه، قرار العودة إلى المدينة ومحاولة التأقلم مع الوضع الراهن مع عائلتها المكونة من خمسة أفراد.

لكنها تفاجأت، مثل بقية من خاضوا تجربتها، إذ تمت سرقة نصف ممتلكاتها، ما دفعها للتراجع عن قرار الاستقرار بعد يوم واحد من عودتها.

"قررنا العودة إلى مدينتنا والاستقرار فيها، رغم أنها تحولت إلى خراب، وسرقت كل ممتلكاتنا، إنما حاولنا الـتأقلم مع الوضع الجديد، ولكن قضينا ليلة مرعبة في المدينة التي كانت صامتة ومظلمة وكئيبة، ولم نصدق متى يأتي الصباح لنغادر المدينة، المحتلة من تركيا ومرتزقتها".

تلك هي رأس العين/ سري كانيه التي احتلتها تركيا مؤخراً، بعد أن تبدلت بها الأحوال وتحول الاستقرار الذي كانت تنعم به إلى كابوس.

وينتظر النازحون تحقق حلمهم بالعودة إلى منازلهم من جديد، والتخلص من مصاعب النزوح والأوضاع المأساوية التي يواجهونها، لكن الأوضاع في المدينة تبدو غير مشجعة على ذلك، وفق هؤلاء.

تابعوا تقرير آلاف حسين كاملاً:
 

كلمات مفتاحية

النازحين العدوان التركي رأس العين سري كانيه