تقرير إذاعي

تقارير إذاعية يعدّها مراسلو آرتا عن آخر التطورات والأحداث والقضايا التي تهمّ الناس في المنطقة

الجنود الأمريكيون مستاؤون من قرار التخلي عن أصدقاء السلاح في روجآفا

"لم أنضم للجيش كي يتم التخلي عن حلفائنا"، عبارة قالها قائد الحرس الوطني الأمريكي، آلان كينيدي، متسائلاً إذا ما كان المقاتلون الكرد، الذين قاتل إلى جانبهم في سوريا قبل ثلاثة أشهر، قد ماتوا الآن.

إذاً، هي علاقة وطيدة بين رفاق السلاح، لجنود أمريكيين ومقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، بدأت مع مقاومة كوباني قبل أن تصل إلى نهايتها، بعد أن منح ترامب تركيا الضوء الأخضر لاحتلال روجآفا. 

وفضلاً عن أن قرار ترامب الأخير، تسبب بكارثة إنسانية وتهجير سكان المنطقة التي لم تزل تتعافى من حقبة داعش، إلا أنه دمر أيضاً تلك العلاقة التي نشأت بين جنوده ومقاتلي قسد. 

ووصف قائد الحرس الوطني الأمريكي، آلان كينيدي، الذي شارك الصيف الماضي في الحرب ضد داعش، قرار ترامب بـ"غير الأخلاقي وغير الأمريكي".

وعبر كينيدي، في التسجيل المصور الذي نشرته صحيفة (نيويورك تايمز)،  عن خشيته من أن عدم وجود التزام ومصداقية من قبل واشنطن قد يمهد الطريق لتطهير عرقي للكرد وعودة تنظيم داعش.

وبعد انسحاب القوات الأمريكية من قاعدة (صرين) جنوبي كوباني، ومرورها بالقامشلي، التقطت عدسات الكاميرات جنوداً أمريكيين يحملون شارات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة.

كما شاهد صحفيون في القامشلي جنوداً أمريكيين يذرفون الدموع وهم يديرون ظهورهم لرفاق السلاح من قوات سوريا الديمقراطية.

ونشرت قناة الـ(سي إن إن) الأمريكية، في 12 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، تقريراً لمراسلتها للشؤون الدولية، كلاريسا وورد، وثقت فيه توفير قسد الحماية للقواعد الأمريكية، رغم الحرب التي تشنها تركيا عليهم.

وتساءلت وورد، في التقرير حينها، عن مبررات ترامب لمنح تركيا ضوءاً أخضر لاجتياح روجآفا، في حين توفر قسد الحماية لقوات بلاده.

هي إذاً لعنة التحالفات، فبعد سنوات قضاها الجنود الأمريكيون برفقة مقاتلي قسد على طول الجبهات الطويلة ضد تنظيم داعش، جاءت اللحظة التي تسببت فيها السياسة بفصل رفاق السلاح وتغليب المصالح على المبادئ.

ويقول جنود أمريكيون، وفق وسائل إعلام أمريكية، إنهم لم يحظوا، طيلة سنوات عملهم في مختلف بقاع العالم، بزملاء أوفياء كمقاتلي قسد، مؤكدين أن قرار ترامب مثّل أكثر اللحظات خجلاً خلال مسيرتهم العسكرية. 

لكن الأمر لم يقف عند هذا الحدّ، فالكثير من الساسة الأمريكيين، بينهم أشد المقربين للرئيس ترامب، إضافة إلى صحفيين وكتاب وممثلين، وصفوا القرار بخيانة القسم الرئاسي، معتبرين أن التخلي عن الكرد سيلحق ضرراً بالغاً بالقيم التي تسعى أمريكا لنشرها، باعتبارها أقوى دولة في العالم حالياً. 

تابعوا تقرير حمزة همكي، تقرؤه ديالى دسوقي.
 

كلمات مفتاحية

الجنود الأمريكيون الانسحاب الأمريكي قسد روجآفا