عز الدين صالح

مراسل آرتا إف إم في رأس العين/ سري كانيه

قلة الكوادر الطبية وراء غياب خدمات الإسعاف الليلي بالمشافي العامة بالجزيرة

على الرغم من الشكاوى العديدة للسكان في رأس العين (سري كانيه)، بسبب عدم توفر خدمات الإسعاف الليلي في المشفى العام الوحيد فيها، إلا أن أصواتهم لم تسمع، حتى الآن، حسب ما يتحدث بعضهم.

يقول، سليمان طويل، من سكان المدينة في حديث، لآرتا إف إم، إن مشفى (روج) العام يعاني من عدم توفر خدمات الإسعاف الليلي وغياب كوادر طبية متخصصة للمناوبة ليلاً، باستثناء الممرضين.

"قبل فترة  تعرض أحد أصدقائي لحادث، وأسعفناه إلى مشفى (روج)  على وجه السرعة، إلا أن مصور الأشعة والطبيب المناوب تأخرا في الحضور، على الرغم من حالة صديقي الخطيرة ، لذلك فإن  أغلب أصحاب الحالات الطارئة في الليل يتم إسعافهم إلى المشافي الخاصة".

وتعزو إدارة مشفى (روج) في رأس العين (سري كانيه)، غياب كادر إسعافي ليلي إلى نقص الكوادر الطبية في المدينة بشكل عام، وخصوصاً الأطباء.

ويصل عدد الأطباء في المدينة إلى نحو 40 طبيباً من مختلف الاختصاصات، وهذا لا يغطي حاجة المدينة، بحسب اتحاد الأطباء هناك. 

إلى جانب مشفى (روج) العام يوجد في رأس العين (سري كانيه) ثلاثة مشاف خاصة، يوفر اثنان منها خدمات الإسعاف الليلي، بحسب إدارة هذين المشفيين.

لكن انتقادات السكان لا تقتصر على غياب خدمات الإسعاف الليلي في المشافي العامة في رأس العين (سري كانيه) فحسب، ففي الحسكة أيضاً، لا يوفر مشفى (الشعب) العام هذه الخدمات إلا عند اللزوم، بحسب إدارة المشفى.

ويوجد في الحسكة مشفى عام آخر هو مشفى (اللؤلؤة) الذي تديره مديرية الصحة الحكومية، إلى جانب سبعة مشاف خاصة، بينها الحكمة وعصام بغدي وشابو والسلام وغيرها. 

يقول موظفون في هذه المشافي إن الأخيرة توفر خدمات إسعافية خلال الليل ويناوب فيها أطباء مختصون على مدار 24 ساعة.

في القامشلي، تدير هيئة الصحة الحكومية المشفى الوطني العام كما في الحسكة، في حين افتتحت الإدارة الذاتية، العام الماضي، مشفى (القلب والعين)، الأول من نوعه في المنطقة.

يقدم مشفى (القلب والعين) خدماته بربع القيمة، بالمقارنة مع تكاليف باقي المشافي الخاصة في المدينة، التي يصل عددها إلى 11 مشفى خاصاً، يوفر بعضها خدمات الإسعاف الليلي، بحسب إداريين في تلك المشافي.

أما في عامودا، فيختلف الوضع قليلاً، إذ يناوب في مشفى عامودا العام أطباء متخصصون حتى الساعة 12 ليلاً، ولا يتواجد في المشفى، بعد ذلك الوقت وحتى صباح اليوم التالي، سوى ممرضين مناوبين، بحسب إدارة المشفى.

أما مشفى (الشهيد هوكر) العام في المالكية (ديريك)، فيوفر للمرضى طبيباً عاماً وطبيباً للنساء يناوبان على مدار 24 ساعة، ويستدعي الكوادر الطبية المتخصصة كافة عند اللزوم، بحسب إدارة المشفى.

لكن سكاناً من المالكية (ديريك)، ذكروا، لآرتا إف إم، أن الأطباء المناوبين في المشفى العام لا يلتزمون بدوامهم في بعض الأحيان، مطالبين إدارة المشفى بضبط الموضوع.

تضم منطقة الجزيرة، ثمانية مشاف عامة ونحو 30 مشفى خاصاً، بالإضافة إلى 76 مستوصفاً، وتقع معظمها في مناطق الإدارة الذاتية، باستثناء عدة مشاف تشرف عليها الحكومة السورية.

وتدير الإدارة الذاتية في الجزيرة، ستة مشاف عامة تقدم للسكان نحو 70% من خدماتها الطبية والصحية، بشكل مجاني، بينما تجري غالبية العمليات الجراحية بنصف الأجر تقريباً، بحسب هيئة الصحة التابعة لها.

ومع استمرار الحرب الدائرة في سوريا، للعام التاسع على التوالي، يعتبر قطاع الصحة من أكثر القطاعات تضرراً في البلاد عموماً،  لكن سكان الجزيرة يطالبون الإدارة الذاتية بتحسين هذا القطاع وخدماته، خصوصاً بعد أن شهدت المنطقة استقراراً نسبياً، خلال العامين الماضيين. 

استمعوا لحديث منال محمد، الرئيس المشترك لهيئة الصحة والبيئة في إقليم الجزيرة، وتابعوا تقرير عزالدين صالح كاملاً:

كلمات مفتاحية

الإسعاف الليلي المشافي الجزيرة الطب الصحة