عز الدين صالح

مراسل آرتا إف إم في رأس العين/ سري كانيه

ارتفاع نسبة الأمراض التنفسية والسرطانات بسبب تلوث الهواء بالجزيرة

وصلت نسبة الإصابة بالأمراض التنفسية والسرطانات في الجزيرة، جراء تلوث الهواء مؤخراً إلى 50% من إجمالي عدد الإصابات، بحسب بعض الأطباء المتخصصين.

وتفاقمت مشكلة تلوث الهواء في منطقة الجزيرة، نتيجة عمليات تكرير النفط البدائية وحرق النفايات، بالإضافة إلى مشكلة عوادم السيارات.

ولم تحرك الجهات المعنية ساكناً، حتى الآن، حيال تفاقم مشكلة التلوث البيئي، على الرغم من تحذيرات السكان وبعض التقارير الصحفية.

وعلى الرغم من عدم وجود دراسات دقيقة حول حجم التلوث البيئي في مناطق الجزيرة، إلا أن الواقع المعاش يظهر كارثية المشهد الذي لا يزال مستمراً منذ نحو ست سنوات.

وتزيد المشاهد اليومية لأعمدة الدخان الأسود المنبعثة من أكثر من 200 حراقة نفط بدائية منتشرة في ريف القحطانية (تربى سبيه) الجنوبي، قلق السكان حول مستقبلهم الصحي الذي يصفه بعضهم بـ "غير المبشر".

يقول الطبيب، دانيش حاج إبراهيم، المتخصص بأمراض الدم والأورام في القامشلي، وهو واحد من ثلاثة متخصصين فقط في الجزيرة، إن نسبة الإصابة بهذه الأنواع من الأمراض زادت خلال السنوات الأخيرة، نتيجة ارتفاع معدلات تلوث الهواء.

"يلحق تلوث البيئة ضرراً بصحة الإنسان، ويخلق بيئة مناسبة للسرطنة. وفي الآونة الأخيرة زادت نسبة حدوث السرطانات بشكل كبير في منطقة الجزيرة، ونستطيع أن نجزم أن تلوث البيئة هو السبب الرئيسي وراء ذلك."

ويشكل حرق النفايات مشكلة إضافية تسببت في ارتفاع معدلات تلوث الهواء في منطقة الجزيرة، بسبب الغازات السامة التي تنتج عن عملية الحرق.

وتلجأ بلديات الشعب التابعة للإدارة الذاتية في مدن الجزيرة، منذ أكثر من ست سنوات، إلى حرق النفايات للتخلص منها بعد جمعها في مكبات كبيرة.

ولم تنفع شكاوى السكان المتكررة، وبشكل خاص أولئك الذين يسكنون على مقربة من هذه المكبات، لدفع بلديات الشعب إلى البحث عن حلول لهذه المشكلة.

وفي سياق متصل، تشكل عوادم السيارات مصدراً آخر لتلوث الهواء، إذ كشفت دراسة أجراها باحثون من ألمانيا، نشرتها صحيفة (يوروبيان هارت جورنال)، في آذار/ مارس الماضي، أن الهواء المنبعث من عوادم السيارات يؤدي إلى حالات وفاة مبكرة أكثر من التدخين.

وينتقد بعض السكان الإدارة الذاتية لعدم إفصاحها عن مساعيها للحد من مشكلة تلوث الهواء التي يعتبرها مختصون عدواً من نوع خاص يقف وراء مئات حالات الوفاة سنوياً، ولا يزال يشكل خطراً يهدد أرواح سكان المنطقة.

ويتساءل هؤلاء عن خطط الإدارة الذاتية للحد من هذه المشكلة، خصوصاً بعد مرور ثلاثة أيام على إحياء الأمم المتحدة اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف الخامس من حزيران/ يونيو من كل عام، لرفع مستوى التوعية حول حماية البيئة والعمل على اتخاذ إجراءات أساسية للحد من التلوث البيئي وخصوصاً تلوث الهواء.

استمعوا لتقرير عزالدين صالح كاملاً، تقرؤه نبيلة حمي، إضافة لحديث الدكتور سعد حسو، الأخصائي في الأمراض الصدرية والداخلية، ولحديث طارق محمد، الإداري في مديرية البيئة في مقاطعة قامشلو.

كلمات مفتاحية

التلوث الجزيرة السرطان الصحة