نالين موسى

مراسلة آرتا إف إم في عامودا

انتقادات بسبب انتشار خانات تربية المواشي في عامودا والبلدية بلا إمكانيات

تزداد معاناة سكان الأحياء الشرقية في مدينة عامودا، من الروائح الكريهة والحشرات والأمراض، بسبب انتشار خانات لتربية المواشي بين المنازل.

ويشهد العام الحالي، ازدياداً محلوظاً في نسبة انتشار الخانات في أحياء المدينة بالمقارنة مع الأعوام السابقة.

واشتكى أصحاب المنازل والخانات للبلدية مراراً، مطالبين بإيجاد حلول لهم، لكن المشكلة تتفاقم يوماً تلو اﻵخر، بانتظار حلول جذرية.

ويعاني، أبو أحمد، من سكان حي المساكن منذ سنوات، من مرض الربو وضيق التنفس، لكن انتشار خانات تربية المواشي في الحي فاقم معاناته مع المرض.

ويشرح ذلك، لآرتا إف إم، قائلاً:

"هناك نحو 200 رأس من الأغنام في الحي، وتنبعث روائح كريهة أثناء مرورهم من الشارع حتى ولو كنت داخل منزلك. تزداد الرائحة مع حلول الصيف، كما تخلف هذه الحيوانات الأوساخ. ولأنني مصاب بالربو فإن الرائحة تؤذيني وتسبب لي ضيقاً في التنفس. قبل سنوات قدمنا شكوى إلى البلدية، لكن دون جدوى."

ويتخوف أهالي الحي من إصابة أطفالهم بأمراض التحسس واللاشمانيا والربو، كما تشير، سلوى محمد، لآرتا إف إم.

"أسكن في هذا الحي منذ 15 عاماً، ويقوم جيراني بتربية الأغنام. لدي طفلان، والرائحة الكريهة تؤذينا كثيراً في الصيف والشتاء على حد سواء. مرض أطفالي بسبب الروائح والأوساخ. عبرنا عن انزعاجنا للجيران وقدمنا شكاوى للبلدية، كما أن أصحاب الخانات قاموا بذلك، لكن الوضع على حاله."

ولا ينكر بعض أصحاب الخانات أحقية مطالب السكان بمعالجة المشكلة، ويعبرون عن استعدادهم لأي حل تقدمه البلدية بعد تأمين مكان آخر يصلح لإقامة خاناتهم بعيداً عن الأحياء السكنية، وهو ما يؤكده، حسين خليل إبراهيم، صاحب أحد الخانات.

"ليست لدي إمكانيات لبناء خان خارج المدينة. عندما تتوفر الإمكانيات المادية لدي سأقوم من تلقاء نفسي بنقل الخان إلى خارج الحي. على البلدية أن تبحث عن حلول، ونحن مستعدون لقبول أي حل من جانبها."

وارتفعت نسبة انتشار خانات تربية المواشي بين الأحياء السكنية في مدينة عامودا وكذلك عدد المواشي لأكثر من 60% بالمقارنة مع الأعوام الفائتة، بحسب مسؤولين في البلدية.

ويشرح مسؤول ضابطة البيئة في بلدية الشعب في عامودا، محمد ولي، سبب الإقبال الزائد على تربية المواشي وازدياد عددها إلى جانب ازدياد أعداد الخانات.

"منذ عام 2011، وبسبب الظروف الاقتصادية، توجه كتير من الناس لتربية الحيوانات. قبل هذا التاريخ كانت الإحصائيات تتحدث عن وجود 40 ألف رأس من الغنم في المدينة، لكن بعد ذلك أنجزنا دراسة تقديرية، فلاحظنا ارتفاع العدد إلى 80 ألف رأس. كما أن هناك نحو 700 رأس من الأبقار. لذلك انتشرت هذه الخانات بنسبة كبيرة جداً بين الأحياء."

من جانبه، يرى نائب الرئيس المشترك لبلدية الشعب في عامودا، محمد حسو، أن الحل الوحيد هو إيجاد مكان خاص لتربية المواشي يكون بعيداً عن المناطق السكنية، لافتاً إلى أن هذا المطلب يدعمه أصحاب الخانات أنفسهم.

لكن البلدية لا تملك الإمكانيات اللازمة لنقل هذه الخانات، بحسب حسو.

"سابقاً كان يوجد في كل منطقة خان واحد فقط، لكن حالياً يوجد في كل حي نحو ثلاثة أو أربعة خانات. من الحلول المقترحة أن يقوم من يملك قطعة أرض خارج المدينة ببناء خان فيها. ونحن كبلدية نملك أراضي، ولو تم نقل الخانات إليها لكان ذلك جيداً، إلا أن هذا الاقتراح يصطدم بعقبات مثل عدم توفر الخدمات كالمياه والصرف الصحي وغيرها. وإمكانياتنا محدودة بخصوص ذلك."

ولا تقتصر مشكلة انتشار خانات تربية المواشي على مدينة عامودا فحسب، فالمشكلة ذاتها يعاني منها سكان بعض أحياء القامشلي والمالكية (ديريك).

وعلى الرغم من شكاوى الأهالي ومطالباتهم بحل هذه المشكلة، إلا أن بلديات الشعب تبرر غياب الحلول بعدم امتلاكها الإمكانيات المادية الكافية لنقل هذه الخانات بعيداً عن الأحياء السكنية.

استمعوا لتقرير نالين موسى كاملاً:
 

كلمات مفتاحية

خانات الحيوانات المواشي عامودا